تفسير رؤية الحرائق في المنام

مع تكرار مشاهد الحرائق المروعة في العالم، قد يتأثر الناس نفسيًا، فيرون في أحلامهم نارًا مشتعلة أو حريقًا يتصاعد في أماكن مختلفة. وتعد رؤية الحرائق في المنام من الرؤى التي تثير القلق، وقد اختلف العلماء في تفسيرها، فبعضهم ربطها بالعز والسلطان، والبعض الآخر رآها نذيرًا وتحذيرًا من الله تعالى، أو علامة على وقوع فتنة أو بلاء. فماذا قال علماء التفسير، وعلى رأسهم الإمام ابن سيرين، عن رؤية الحرائق في المنام؟ وهل قد تكون بشارة خير أم إنذار خطر؟

يرى ابن سيرين أن النار من الرموز القوية في الرؤى، ولها دلالات متعددة ومتنوعة، تختلف بحسب شكل النار، ومكانها، وطبيعة أثرها في المنام. ومن أبرز دلالاته ما يلي:

1. النار رمز للسلطان

يرى ابن سيرين أن النار بطبعها دالة على السلطان والقوة، لما فيها من العلو والتسلط على ما دونها، ولضررها ونفعها معًا. فهي تمثل القدرة والهيمنة، وقد تدل على الحاكم أو من بيده السلطة.

2. النار قد ترمز إلى جهنم أو عذاب الله

أحيانًا تشير النار إلى عذاب الله تعالى أو جهنم، خاصة إذا اقترنت بالرعب والخوف والدخان، أو كانت تحرق الناس، وهذا يكون تحذيرًا للرائي من معاصٍ يرتكبها أو ذنوب يتورط فيها.

3. وقد ترمز إلى الذنوب والحرام

في حالات أخرى، قد تدل النار على الذنوب والمعاصي والآثام، وكل ما يؤدي إلى الهلاك في الدنيا والآخرة، وهي دعوة إلى التوبة.

4. النار رمز للهداية والعلم أحيانًا

من وجه آخر، قد تكون النار رمزًا للهداية والإيمان والعلم، وخاصة إذا ظهرت في المنام كضوء يهتدي به الرائي في الظلمات، استنادًا إلى قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام:
{أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} [طه: 10].

5. قد تدل على الرزق والمعيشة

تُستخدم النار في الحياة اليومية للطهي والتدفئة والصناعة، ولذلك فهي قد تدل على الرزق والفائدة والمعاش، كما قال الله تعالى:
{نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ} [الواقعة: 73].

6. خمود النار يرمز للفقر أو الموت

تُعبّر النار في حياة العرب عن الضيافة والكرم، فإن خمدت دلت على فقر أو بخل، أو على موت شخص معروف بكرمه.

7. النار قد تدل على الجن أو الفتنة

لأن الجن خلقوا من نار السموم، فقد ترمز رؤيا النار إليهم. وقد تدل أيضًا على الفتن، والشرور، والحروب، وخاصة إذا كان لها صوت ودخان ولهيب.

• إذا رأى الإنسان في منامه نارًا وقعت من السماء في البيوت والمحلات وأشعلت الحرائق، وكانت لها ألسنة ودخان، فإن هذا يدل على وقوع فتنة عظيمة، أو حرب، أو عقوبة من السلطان تصيب الناس في ذلك المكان.
• أما إذا وقعت في بيوت الأغنياء فقط، وكانت جمراً بلا لهب، فقد تشير إلى انتشار الأمراض أو وباء أو جدري.
• وإن نزلت النار في أماكن الزراعة أو الحقول، فقد يدل ذلك على الجدب أو الجراد الذي يهلك الزرع.

رؤية النار ليست دائمًا مخيفة أو مذمومة، بل في بعض الأحيان قد تكون بشارة خير وعلو شأن، ومن هذه الحالات:

• من رأى أنه أوقد نارًا على طريق عام لتهدي الناس، وكان الناس ينتفعون بها، فإن ذلك يدل على أنه سينال العلم أو الهدى أو ينشر الخير بين الناس.
• وإن لم يكن من أهل العلم، فقد يدل ذلك على سلطان أو جاه أو نفع للناس.
• أما من رأى أن النار تحرق من يمر بها أو تؤذيه، فهذا دليل على بدعة يروجها، أو ظلم يقع فيه، أو فتنة يثيرها أو يُصاب بها بحسب حاله.

1. إذا كانت النار عظيمة

وكان الرائي صالحًا، وأراد أعداؤه أن يوقعوه فيها، ونجا منها كما نجا إبراهيم عليه السلام، فذلك بشارة بالنصر على الأعداء.

2. إذا رأى أنه يعبد النار

فهذا يدل على تقصره في أداء الفرائض، وخاصة الصلاة، وقد يشير إلى ميله إلى المعاصي.

3. إطفاء النار في المنام

يعبر عن التخلص من المشاكل، أو إبطال فتنة، أو الهروب من مصيبة، وهو من الرؤى المبشرة خاصة إن كان الرائي مهمومًا.

٠

• إذا رأت المتزوجة نارًا بدون لهب، فهي بشارة بحمل قريب.
• وإذا كانت النار متوهجة ومشتعلة بشدة، فهي دلالة على اشتداد الخلافات الزوجية.
• وإذا أصابتها النار بأذى، فهذا يدل على مشاكل وكلام سيئ تتعرض له.
• أما إذا دخلت النار بيتها، فقد يشير ذلك إلى الذنوب والمعاصي.
• وإذا كانت النار مضيئة دون أذى، فهي رزق وفير لزوجها.
• وإذا رأت أنها تهرب من النار، فقد يدل ذلك على نجاتها من طلاق كان وشيكًا.
• رؤية النار في المطبخ تدل على غلاء المعيشة وقلّة الموارد.
• وإذا خمدت النار أو أطفأتها، فهي بشارة بزوال المشاكل والهموم.

• إذا رأت نارًا تشعل ملابسها دون أن تحرقها، فهذا يدل على قرب زواجها.
• وإن كانت النار متوهجة وشديدة، فقد تتزوج بعد قصة حب.
• وإذا احترق منزلها، فذلك دليل على تغييرات إيجابية في حياتها.
• إذا هربت من النار، دل على أنها ستتجاوز مشكلة كبيرة.
• وإذا رأت نارًا قادمة نحوها من الخارج، فقد يدل ذلك على رفضها لشخص متقدم لخطبتها.

• إذا رأت نارًا، فقد يدل ذلك على إنجاب أنثى.
• وإذا اشتعلت النار في البيت، فهي بشارة بخير ونجاح في أمورها.
• وإذا أصابت النار ملابسها ولم تستطع إطفاءها، فهذا دليل على مشاكل كبيرة ستواجهها وخسائر محتملة.
• وإذا رأت أنها أطفأت النار، فهي بشارة بحل المشكلات والتغلب على الصعاب.

• إذا رأى الرجل المتزوج نارًا مشتعلة في بيته دون أن تسبب ضررًا، فقد تدل على خير وفير ورزق واسع يدخل البيت، خاصة إن كانت النار مضيئة دون لهب مهلك.
• أما إذا رأى أن النار تحرق أثاث منزله أو ثيابه، فهذا يدل على مشكلات زوجية أو فتنة في بيته، وقد تشير إلى سوء تصرفه أو تقصيره في حقوق زوجته.
• وإن رأى أنه يشعل النار بنفسه، فقد يدل ذلك على قيادته لأمر كبير أو تولّيه مسؤولية، خاصة إن كانت النار نافعة.
• وإذا رأى أنه يطفئ النار، فهذا يدل على إخماد الفتن، أو محاولته حل مشكلات أسرية أو مالية.
• وإذا رأى أن النار تلاحقه، فقد يواجه أزمات أو اتهامات أو ظلم من شخص ذي نفوذ، وقد تكون من زوجته أو أهله.

• إذا رأى الأعزب نارًا تخرج من بيت أهله دون أن تؤذي أحدًا، فهذا يدل على اقتراب زواجه أو خطبته.
• وإذا رأى أنه يقف في وسط نار مضيئة دون أن تحرقه، فذلك دليل على علو شأنه في العمل أو بين الناس.
• أما إذا رأى أن النار تحرقه أو تمس جسده، فقد تدل على مشكلات عاطفية أو ذنوب يقع فيها.
• وإذا رأى أنه يهرب من النار، فهذا دليل على توبته من معصية أو نجاته من فتنة.
• وإن رأى أنه أُدخل نارًا عظيمة وهو مقيد أو خائف، فقد يدل على ظلم يصيبه أو مشاكل شديدة في حياته.

• إذا رأى النار تشتعل في دكانه أو مكان تجارته، وكانت مضيئة دون أذى، فهي رزق وبركة وتوسع في عمله.
• أما إذا كانت النار تحرق البضائع أو المكان، فذلك خسارة أو حقد من حسّاد، أو دليل على فساد في تجارته.
• وإن رأى أنه يشعل نارًا ليجتمع الناس حولها، فقد يدل على سمعة طيبة ومكانة عالية بين الناس.

• النار قد ترمز إلى العلم والهداية إن كانت على هيئة ضوء، كما في قوله تعالى:
  {إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُم مِنْهَا بِقَبَسٍ} [النمل: 7]، فالرؤية تدل على طلب العلم أو النور الرباني.
• وإذا رأى أنه يوقد نارًا لينير بها الطريق للناس، فهي إشارة إلى نفعه للناس بعلمه أو رأيه.
• أما إذا رأى أنه يحترق بها أو يعبدها، فهي تحذير من فتنة أو بدعة يقع فيها.

• إذا رأى أنه يسير في النار دون أن يشعر بالألم، فقد يكون غارقًا في الذنوب ولا يشعر بخطورتها.
• وإذا رأى أنه يحترق أو تصيبه نار عظيمة، فهي عقوبة دنيوية أو وعيد إلهي، خاصة إن كانت النار لها صوت ولهيب.

رؤية النار في المنام تحمل معانٍ متعددة بين الخير والشر، والعز والعقوبة، والهداية والضياع، ويعتمد التفسير على تفاصيل الرؤية وظروف الرائي وموقع النار ومدى ضررها أو نفعها.

تنبيه:
التفسير يظل اجتهادًا من العلماء، ولا يُبنى عليه حكم شرعي أو قرار مصيري. فالرؤى إن صدقت، فهي من الله، وإن كانت من الشيطان فلا تضر المؤمن ما دام مستعينًا بالله.