تفسير رؤية يوم القيامة في المنام لابن سيرين: نذير وتحذير

رؤية يوم القيامة في المنام من الرؤى التي تُثير الرعب في القلوب، لكنها في جوهرها تحمل رسائل تحذيرية للرائي، ودعوة للتوبة والرجوع إلى الله، لما فيها من تذكير بالآخرة والحساب. وتختلف دلالاتها بحسب تفاصيل الحلم وحالة الرائي، لكنها غالبًا تشير إلى العدل الإلهي، وإنصاف المظلومين، والتحذير من الذنوب.

• يرى ابن سيرين أن من رأى يوم القيامة في المنام، فذلك نذير وتحذير من الوقوع في المعصية، وقد يكون هذا الحلم دلالة على عدل الله سبحانه وتعالى، وبسطه بين الناس.
• من رأى أن القيامة قامت عليه وحده، فهذا يدل على اقتراب أجله.
• أما من رأى أنه يُحشر وحده أو مع زوجته، فهو ظالم، لقول الله تعالى: "احشروا الذين ظلموا وأزواجهم".
• أرض القيامة في المنام تشير إلى رجل أو امرأة شريفة.
• النفخ في الصور يدل على نجاة الصالحين، بينما نشر القبور وخروج الموتى منها يدل على بسط العدل وظهور الحق.
• من رأى أن القيامة قامت ثم عادت الدنيا كما كانت، فذلك يرمز إلى أن العدل يتبعه ظلم في الواقع.

الإمام عبد الغني النابلسي يرى أن رؤية يوم القيامة في المنام تحمل دلالات عظيمة، تتنوع بين الإنذار والبشارة، وفقًا لحال الرائي ومجريات الحلم، ومن أبرز أقواله:

• رؤية يوم القيامة تدل على هلاك الظالمين ونصرة المظلومين، وهي من الرؤى التي تشير إلى تحقق العدل الإلهي في الدنيا.
• إذا رأى الشخص النفخ في الصور، فذلك يشير إلى نجاة الصالحين، ويُحتمل أن يدل أيضًا على الوباء أو إنذار من السلطان.
• من رأى علامة من علامات الساعة مثل طلوع الشمس من مغربها أو خروج الدجال، فهذا يرمز إلى ظهور فتنة عظيمة أو بدعة وضلالة في الناس.
• إذا رأى الرائي أنه اقترب من الحساب، فإن هذا يعبر عن غفلته عن الحق وإعراضه عن الطاعة، لقوله تعالى:
  "اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ" [الأنبياء: 1].
• أما الحساب اليسير في المنام، فهو دليل على صلاح الدين، والحساب العسير يدل على الخسارة والحسرة.

ومن رأى أنه يأخذ كتابه بيمينه فهو في صلاح وتقوى، وإن أخذه بشماله أو وراء ظهره، فذلك دليل على سوء العاقبة والذنوب.

أما الإمام ابن شاهين الظاهري، فقد فصّل في تفسير رؤية يوم القيامة في المنام، ومن أهم ما ذكره:

• من رأى أنّ القيامة قد قامت عليه وحده، فإنّه يموت، وهو تفسير مشابه لما أورده ابن سيرين.
• ومن رأى أنّه في يوم القيامة، وشاهد أهوالها وعاد بعد ذلك إلى الدنيا، فهذا يدل على أن العدل يعقبه الظلم.
• من رأى أنّه في أرض المحشر، وكان خائفًا، فإن ذلك يدل على الخوف من أمر دنيوي أو توبة من معصية.
• أما من رأى أنه يُحشر مع طائفة من الناس، فيدل ذلك على أنه يتبع مذهبهم أو طريقتهم في الدنيا.
• إذا رأى الشخص شيئًا من علامات الساعة كخروج يأجوج ومأجوج أو انشقاق القبور، فهذه الرؤية ترمز إلى فتنة تصيب الناس، يهلك فيها من كان على ضلالة، وينجو من كان على طاعة.
• رؤية خروج الدجال في المنام تشير إلى رجل كذاب أو صاحب بدعة وضلالة ينتشر أمره.

• من رأى نفسه قريبًا من الحساب، فذلك يدل على غفلته عن الآخرة، لقوله تعالى: "اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون".
• أما من رأى أنه يُحاسب حسابًا شديدًا، فهذه دلالة على حسرة وندامة.
• وإن رجحت حسناته على سيئاته في الميزان، فله عند الله مثوبة عظيمة.
• أما إن رجحت سيئاته، فذلك إنذار له بسوء حاله في الدين، ووجوب التوبة.

• من رأى النفخ في الصور أو خروج الدجال أو طلوع الشمس من مغربها، فكلها رموز للفتن والمصائب والبدع.
• خروج الدجال يدل على ظهور البدع والضلال.
• أما أخذ الكتاب باليمين في المنام فيدل على النجاح والبركة والصلاح، بينما أخذه بالشمال يدل على الهلاك والذنوب.
• رؤية الرائي نفسه يمر على الصراط بسلام تدل على النجاة من الفتن والبلاء.

• تشير هذه الرؤيا إلى انتشار الظلم والفواحش.
• إذا انشقت الأرض وابتلعت الناس، فهي علامة على الهلاك والبلاء.
• أما انشقاق الأرض وظهور الدجال أو يأجوج ومأجوج فهو تحذير للعاصي، وبشارة للصالح.
• خروج الأموات من القبور يدل على عودة الحقوق إلى أهلها، وبسط العدل.

• نطق الشهادتين في يوم القيامة في المنام دلالة على حسن الخاتمة والصلاح.
• من لم يستطع نطقها، فذلك سوء خاتمة.
• تكرار نطق الشهادتين يدل على مغفرة الذنوب، أما النطق بها بصوت عالٍ فدلالة على التوبة وصدق الإنابة.
• من استغفر الله في المنام يوم القيامة، فذلك توبة مقبولة بإذن الله.

• البحر في يوم القيامة رمز إلى الفتن والمعاصي.
• فيضان البحر يدل على الظلم والطغيان، أما احتراقه فدلالة على فساد عظيم.
• إذا رأى البحر هادئًا في يوم القيامة، فهو صلاح واستقامة في الدين.
• طلوع الشمس من المغرب يدل على الندم وضياع الفرص، بينما نزولها من المشرق دليل على زوال الأمل.

• تدل هذه الرؤيا على قوة الروابط العائلية.
• من رأى يوم القيامة مع والده، فذلك بر وطاعة، ومع والدته رضا من الله والوالدين.
• مع الأخ أو الأخت تدل على التكاتف والدعم الأسري.
• رؤية يوم القيامة مع شخص تحبه تدل على المودة وحسن العلاقة.
• أما مع شخص لا تعرفه، فبشارة بـ معاشرة الصالحين.

• الخوف في المنام من يوم القيامة دليل على التوبة والندم.
• من رأى أنه وحده وخائف، فذلك يدل على ذنوبه الكثيرة.
• إذا رأى أنه خائف مع العائلة، فقد يكون دليلًا على التربية الفاسدة أو الضلال الجماعي.
• بكاء الرائي من الخوف يشير إلى نيله الرحمة والمغفرة، خاصة إذا كان البكاء شديدًا.