تفسيرُ رُؤيةِ الصَّحَابَةِ رضيَ اللهُ عنهم في المَنَامِ
الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك، ولا شيء يدخل السرور في قلب المؤمن مثل رؤيته لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وتدل رؤيتهم على أخلاق الرائي الحسنة، وزهده، واتباعه لمنهجهم القويم عليهم السلام أجمعين.
محتويات المقال (اختر للانتقال)
يرى ابن سيرين أن رؤية الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في المنام تدل على ما يأتي
- من رأى واحداً منهم ، أو جميعهم أحياء ؛ دلت رؤياه على قوة الدين وأهله ، ودلت على أن صـاحـب الـرؤيـا يـنـال عـزاً ،وشرفاً ، ويعلو أمره
- فإن رأى كأنه صار واحداً منهم ؛ يناله شدائد ، ثم يرزق الظفر
- وإن رآهم في منامه مراراً ؛ صدقت معيشته .
- أبا بكر وإن رأى أبا بكر رضي الله عنه حياً ؛ أكرم بالرأفة ، والشفقة على عباد الله .
- وإن رأى عمر رضي الله عنه ؛ أكرم بالقوة في الدين ، والعدل في الأقوال ، وحسن السيرة فيمن تحت يده .
- فإن رأى عثمان رضي الله عنه حياً ؛ رزق حياء ، وهيبة ، وكثر حساده .
- علي بن أبي طالب وإن رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حياً ؛ أكرم بالعلم ، ورزق الشجاعة والزهد .
- ومـن رأى القـراء مجتمعيـن فـي موضع ؛ فإنه يجتمع هناك أصحاب الـدولـة مـن السـلاطيـن ، والتجـار ، والعلماء .
- ومن رأى بعض الصالحين من الأموات صار حياً في بلده ؛ فإن تلك البلـدة ينـال أهلهـا الخصـب والفرج ، والعدل من واليهم ، ويصلح حال رئيسهم . ورأى الحسن البصري ـ رحمه الله ـ كـأنـه لابـس صـوفاً ، وفي وسطه كستيج ، وفي رجليـه قيـد ، وعليـه طيلسان عسلي ، وهو قائم على مزبلة ،وفي يده طنبور يضرب به ، وهو مستند إلى الكعبة ، فقصت رؤياه على ابن سیرین ، فقال : أما درعه الصوف ؛ فزهده ، وأما كستيجه ؛ فقوته في دين الله ، وأمـا عسليه ؛ فحبـه للقـرآن ، وتفسيره للناس ، وأما قيده ؛ فثباته في ورعه ، وأما قيامه على المزبلة ؛ فدنياه جعلها الله تحت قدميه ، وأما ضرب طنبوره ؛ فنشره حكمته بين الناس ، وأما استناده إلى الكعبة ؛ فالتجاؤه إلى الله عز وجل .
يرى النابلسي أن رؤية الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في المنام تدل على ما يأتي:
- من رآهم في منامه في الصفات الحسنة كان ذلك دليلاً على حسن اعتقاده فيهم وأتباعه لسنتهم.
- وربما دلت رؤيتهم على حركات الجنود وإرسال البعثات.
- وربما دلت على انتشار العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- كما تدل رؤيتهم على الألفة والمحبة والأخوة والمساعدة والسلامة من العداوة والحسد، وزوال الغل من الصدور، لأنهم رضي الله عنهم كانوا على ذلك
- فإن كان الرائي فقيراً استغنى لأنهم رضي الله عنهم فتحوا الدول
- وإن كان الرائي غنياً آثر الآخرة على الدنيا وبذل نفسه وماله في مرضاة الله تعالى.
- وقد تدل رؤيتهم رضي الله عنهم على الأبنية الشريفة كالمساجد وطهارة النسب والقبائل والعشائر
- ويدل إعراضهم عن الرائي أو شتمهم له في المنام على الوقوع فيما شجر بينهم
- وتدل رؤيتهم على التوبة والإقلاع عما سوى الله تعالى
- وتدل رؤيتهم رضي الله عنهم على الخير والبركة حسب منازلهم ومقاديرهم المعروفة في سيرهم وطريقتهم.
- وربما دلت رؤية كل واحد منهم على ما نزل به وما كان في أيامه من فتنة أو عدل.
- ومن رأى أنه حشر مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه ممن يطلب الاستقامة في الدين.
- ومن رأى أحداً من الصحابة فليتأول له بالاشتقاق مثل سعد وسعيد فإنه يكون سعيداً، وربما كان له من سيرته وأفعاله نصيب.
- ومن رأى أحداً منهم حياً أو أن جميعهم أحياء، دلت رؤياه على قوة الدين، ودلت على أن صاحب الرؤيا ينال عزاً وشرفاً ويعلو أمره.
- فإن رأى كأنه صار واحداً منهم تناله شدائد ثم يرزق الظفر، وإن رآهم في منامه مراراً ضاقت معيشته
- أما الأنصار وأبناؤهم وأحفادهم فرؤيتهم في المنام تدل على التوبة والمغفرة.
- وتدل رؤية المهاجرين على حسن اليقين والثقة بالله تعالى، والخروج عن الدنيا والزهد فيها، والصدق في القول والعمل.
يفصل ابن شاهين رؤية الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كما يأتي:
- من رأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو فرحان طلق الوجه فإنه فرح وسرور على قول ابن سيرين وقيل تحصيل علم ومن رآه في مكان معروف وهو على هذه الهيئة فإنه حصول خير لأهل ذلك المكان، وإن رآه وهو عبوس فهو ضد ذلك. وقيل من رأى أبا بكر فإنه يكون صدوقاً أميناً كثير الخير.
- ومن رأى عمر رضي الله عنه، قال ابن سيرين: يكون حسن السيرة وقيل يكون طويل العمر والفضل قوالاً للحق فعالاً للخير مزهقاً للباطل، وربما يرزق الطواف بالبيت العتيق.
- ومن رأى عثمان رضي الله عنه فإنه يدل على الحياء والزهد والورع والرياضة وقيل يكون خيراً فاضلاً، وربما يقتل ظلماً.
- ومن رأى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فإنه يكون عالي المحل ورفيع المكان وطلق اللسان وشجاعاً وقوى القلب مؤثراً مصدقاً، وقيل من رآه وهو طلق الوجه ينال علماً وشجاعة ومن رآه حياً في مكان ينال أهل ذلك المكان العلم والعدل والإنصاف ويرفع عنهم الجور والإجحاف.
- ومن رأى أحداً من الصحابة رضي الله عنهم فليتأول من اشتقاق اسمه مثل سعد وسعيد فإنه يكون سعيداً ومسعوداً وسديد الرأي، وربما حسنت أفعاله.
- وقيل من رأى أحداً منهم يكون في طريق دين الإسلام قوياً ذا رياضة وصادق الأقوال وحسن الأفعال، وربما يقتدى بأفعال من رآه منهم لقوله عليه الصلاة والسلام: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.
- وقيل رؤيا الحسن والحسين تدل على الاتصال ببعض الأكابر وينال خيراً وراحة، وربما يموت شهيداً.
- ومن رأى جعفر الطيار فإنه يحج ويغزو.
- ومن رأى أبا هريرة أو أنس بن مالك فإنه يكون راغباً لسنن النبي صلى الله عليه وسلم ويكون ميله إلى علمه وشريعته ويطول عمره.
- ومن رأى سلمان الفارسي يرزقه الله تعالى العلم والقرآن.
- ومن رأى سعد بن أبي وقاص يكون ميله إلى الغزو.
- ومن رأى عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود فإنه يشتغل بمهمات العبادات ويجتهد في أفعال الدين.
- ومن رأى بلالاً فإنه يأمر بالمعروف ويكون ذا ذكر على رؤوس الخلائق.
- وعلى الجملة رؤيا صحابة النبي خير ومنفعه في الدنيا والآخرة.
رؤية الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في المنام تدل على ما يأتي:
- رؤيتهم وهم أحياء كان إشارة أن الرائي شخص يتقي الله، ويبتعد عما نهى الله عنه، وأن إيمانه قوي، وأن أحواله هو وأسرته سوف تتحول للأفضل.
- تعتبر رؤيتهم إشارة أن هذا الشخص سوف تكون له مكانة عظيمة وسوف يرتفع شأنه بين الناس، وسوف يحترمه كل من حوله ويقدروه.
- ومن رأى بأنه يجلس مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه قد أصبح أحد الصحابة، وكان في الواقع يمر بمشاكل كبيرة وحوله الكثير من الهموم فهذا المنام بشارة بأن كافة مشاكله سوف تحل وكافة همومه سوف تزول قريبا
- وإن كان عدد الصحابة في المنام كبير كان هذا دلالة على أن صاحب الرؤيا شخص صالح ومؤمن وصادق، ويتعامل بما يرضي الله مع الناس.
- من رأى أبو بكر الصديق بنفسه وكان حي يرزق، فهذا المنام دلالة على أن صاحب الرؤيا شخص تقي يتمتع بقدر كبير من الرحمة على من حوله، وعلى صدق إيمان الرائي وأنه شخص عطوف ويتعامل بطريقة حسنة مع كل من حوله.
- ومن رأى عمر بن الخطاب في منامه، كان هذا المنام إشارة أن صاحب الرؤيا شخص يتقي الله ويحمل بعض من صفات الفاروق عمر بن الخطاب وأهمها العدل والصدق والإيمان الشديد والقوة والشجاعة الكبيرة، فقد كان الفاروق لا يخشى في الحق لومة لائم، ومن الممكن أن يكون المنام إشارة أن الرائي سوف يكون عمره طويل.
- من رأى عثمان بن عفان ذا النورين، هذا دليل أن الرائي يحمل بعض من صفات عثمان بن عفان رضي الله عنه فهو شخص يحترمه كل من حوله وشخصيته قوية جدا ومع هذا فهو شخص شديد الحياء، كما أنه تقي يخاف الله وشديد الإيمان وأيضا قد يكون إشارة بأن الحالم شخص حوله العديد من الأشخاص الذين يكرهوه ويحسدوه بسبب النعم التي أنعم الله عليه بها.
-من رأى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المنام، كانت هذه الرؤية إشارة أن الرائي شخص زاهد في الدنيا وملذاتها كما أنه يبتعد عن كل ما نهى الله عنه وعن الشهوات، وأنه شخص يتمتع بالشجاعة الشديدة، وأنه شخص على قدر كبير من العلم والمعرفة في الكثير من العلوم وفي كافة شئون الحياة والدين.
- من رأى بلال بن رباح في المنام كان هذا المنام تأكيد على أن الرائي شخص يتقي الله ويأمر الناس بالمعروف وبالأعمال التي تقربهم من الله عز وجل، وينصحهم بالبعد عن المعاصي وعن ارتكاب الذنوب والآثام.
- ومن رأى الحسن والحسين، كان هذا المنام دليل على أن الرائي شخص يعرف الكثير من الناس الذين يتمتعون بنفوذ كبير ولهم مناصب كبيرة، وأنه سوف يحصل على الكثير من الخير بسببهم، أو قد يكون هذا المنام إشارة بأن الرائي سوف ينال الشهادة مثل ما نالها سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين.
- من رأى أحد صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام كان هذا الحلم دلالة على أن الرائي يتمتع بصفات الصحابي فكل واحد من صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام له صفات وسمات مميزة لشخصيته، وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول عنهم “أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم”.