تفسير رؤية دعاء المظلوم على الظالم في المنام وحالات متفرقة

يُعدّ دعاء المظلوم على الظالم في المنام من الرؤى التي تحمل بشائر الخير للمظلوم، وتحذيراً وإنذاراً للظالم. فالدعاء في الحلم، لا سيما دعاء المظلوم، من الرموز القوية التي تدل على العدالة الإلهية، ورفع البلاء، واستجابة الرجاء، لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: "واتق دعوة المظلوم، فإنَّه ليس بينها وبين الله حجاب".

إذا رأى الإنسان في منامه أنه يدعو على من ظلمه، فهذه الرؤيا تدل غالباً على أن الله سينصره على من ظلمه ولو بعد حين، وأن حقّه سيعود إليه عاجلاً أو آجلاً، لأن دعاء المظلوم لا يُردّ، حتى وإن تأخرت الاستجابة. وهذه الرؤيا من المبشرات التي تدل على أن الظلم لن يدوم، وأن الله تعالى سيتولى ردّ الحق ونصرة الضعيف.

كما تدل هذه الرؤيا على أن أمر المظلوم قد صار بين يدي الله عز وجل، العدل الذي لا يظلم عنده أحد، فما على الرائي إلا أن يحسن الظن بربه، ويستمر في الدعاء، فإن الله يرفع الظلم عنه، ويعوضه خيراً، وينتقم له ممن ظلمه بعدله وحكمته.

رؤية دعاء المظلوم على الظالم بالموت في المنام تدل على نهاية الظلم وبطلان الحيلة التي يعتمد عليها الظالم، كما ترمز إلى عجزه عن الاستمرار في ظلمه بسبب مصيبة تحلّ به، أو مرض يضعف قوته، أو موقف يهزّ مكانته. وقد يكون هذا المنام دليلاً على أن الظالم سيرجع عن ظلمه، ويتوب إلى الله، ويعيد الحقوق إلى أهلها. في كل الأحوال، فإن دعاء المظلوم على الظالم بالموت في الحلم يدل على زوال الظلم وتبدد أسبابه.

وقد أشار بعض مفسري الأحلام إلى أن رؤية المظلوم يدعو على الظالم في الحلم قد تدل على أن المظلوم لا يستطيع أن يأخذ حقه بالوسائل الدنيوية كالمحاكم والقضاء، أو لا يجد من ينصفه، لكن الله يتولى نصرته بعدله الإلهي، وينتقم له من الظالم بطريقة قد لا يتوقعها الرائي.

إذا رأى المظلوم في المنام أنه يدعو على الظالم سراً، فإن ذلك يدل على ستر الله له، وعلى أنه سينال حقه دون أن يُفتضح أمر الظالم أو دون أن يُضطر للفضح واللجوء إلى الناس. وقد تكون هذه الرؤيا دليلاً على أن الله سيهيئ له من الأسباب ما يُنجّيه من الظلم ويحقق له النصر دون مشقة كبيرة.

أما إن رأى أنه يدعو على الظالم جهراً أمام الناس، فذلك يدل على افتضاح الظالم وانكشاف أمره، ويكون عبرة للناس. وهذه الرؤيا تُبشر باستجابة دعاء الرائي إن كان مظلوماً حقاً، وتُذكره بقول الله تعالى: "لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا".

رؤية المظلوم في المنام وهو يدعو على الظالم في وجهه تدل على موقف يجمع بين الطرفين، يكون فيه الرائي قوياً بحجته، ويحصل فيه على حقه، سواء كانت هذه المواجهة في محكمة، أو في جلسة عائلية فيها وساطة، أو في مجلس حَكم، وتكون كلمة المظلوم هي الغالبة بإذن الله.

إذا كنت ظالماً

من رأى في منامه أن شخصاً يدعو عليه، وكان الرائي ظالماً فعلاً، فهذه الرؤيا نذير خطير، وتدل على أن الرائي سيعاقب على ظلمه، وينال جزاءه، وربما يتعرض لضرر شديد يجبره على ردّ الحقوق والاعتذار، بل قد يكون عبرة للناس ويشعر بندم عميق على ما فعله.

إذا لم تكن ظالماً

أما إذا رأى الشخص في منامه أن هناك من يدعو عليه، وهو يعلم أنه ليس بظالم ولا فاسد؛ فهذه الرؤيا تدل على أن هناك من يفترى عليه، وربما يُتهم بغير حق، خصوصاً إذا كان الدعاء علنياً أمام الناس. وعلى الرائي أن يثبت على الحق، والله يتولى نصرته.

رؤية الأب أو الأم يدعون على الرائي في المنام تدل على العقوق وسوء التعامل مع الوالدين، وهذه من الرؤى التي يجب أن تُؤخذ بجدية، ففي الحديث الشريف: "ثلاث دعوات لا تُرد: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده".

وإذا كان الابن باراً في الحقيقة، فدعاء الأب أو الأم عليه قد يكون إشارة إلى قسوة من الوالد أو إلى وجود خلاف لا يُرضي الله، أو تصرف من الابن يجر الخصومة دون أن يشعر.

من رأى في منامه أنه يدعو على نفسه؛ فذلك يدل على الجحود وعدم تقدير نعم الله عليه، وهو تحذير له ليراجع نفسه ويشكر ربه على النعم قبل أن تزول. فالدعاء على النفس قد يدل على الغفلة أو الضيق الذي يجعل الإنسان ينسى جميل الله عليه.

رؤية دعاء الحي للميت في المنام تدل على حاجة الميت للدعاء والصدقة، وربما كان المنام تذكيراً للرائي أن يكثر من الدعاء له، وأن يخرج عنه الصدقات، لاسيما إن كان الميت قريباً له. والدعاء للميت بالرحمة يدل على أن الميت يجد أنساً بهذا الدعاء، ويصله نفعه في قبره، والله أعلم.

إذا رأى الإنسان أن الميت يدعو له، فهذه من الرؤى الطيبة والمبشرة، وتدل على التوفيق والخير، كما أنها إشارة إلى قبول دعاء الرائي للميت وصدقته عنه. فإن كان الميت يدعو للرائي بالرزق أو التوفيق؛ فإن هذا يدل على حصوله على ما دعا له الميت، لأن رؤية الميت في المنام حقّ.

أما إذا رأى الميت يدعو عليه، فذلك يدل على أن الرائي قد ظلم الميت في حياته أو قصر في حقه بعد وفاته، وقد يكون هناك دين أو أمانة يجب عليه ردّها. وهي دعوة للمراجعة والتوبة وإصلاح ما يمكن إصلاحه.

رؤية الدعاء المستجاب في المنام تبشر باستجابة الدعاء في اليقظة، وتحقيق الأمنيات، وانفراج الكرب، وزوال الهم. فإن رأى الإنسان أنه يدعو بدعاء معين ويستجاب له، فعليه أن يدعو به في صلاته وسجوده، لأن هذا الدعاء له أثر وقبول.

وتدل هذه الرؤيا على قرب الفرج، أو فتح باب رزق، أو توفيق في أمر عسير، وتكون بشرى من الله للرائي ليثبت على الدعاء ويستبشر بالخير.

الدعاء بعد الصلاة في المنام، وخاصة إن كان الدعاء خاشعاً، يدل على قبول الصلاة وعلو المنزلة واستجابة الدعاء. ويقول الإمام النابلسي إن الدعاء في المسجد في المنام من علامات تحقيق الأماني والاستجابة.

ومن رأى أنه يدعو على الظالم في المسجد؛ فإن الله يعجل فرجه، ويفضحه بين الناس، ويعيد للرائي حقه بعزة وكرامة.

• بعد صلاة الفجر: يدل على بداية جديدة مملوءة بالخير.
• بعد صلاة الظهر: يشير إلى ظهور حق أو توفيق في أمر خفي.
• بعد صلاة العصر: يرمز إلى قرب نهاية أمر مؤلم نهاية حسنة، وربما سداد دين.
• بعد صلاة المغرب: يدل على اقتراب تحقيق أمنية تتعلق بالأهل والأسرة.
• بعد صلاة العشاء: يدل على راحة بعد تعب، وخير قادم من المقربين.

رؤية الإنسان يدعو ويبكي في المنام تدل على قرب الفرج، خاصة إذا كان البكاء بدون صراخ أو نواح. ويقول النابلسي إن نزول الدموع مع الدعاء يدل على بلوغ رجاء وتحقق رغبة طال انتظارها، شرط أن يكون الدعاء بتضرع وخشوع.