ماذا تفعل إذا رأيت حلمًا مزعجًا؟

تعرف على الخطوات النبوية التي يجب اتباعها عند رؤية حلم مزعج، وكيف تحصّن نفسك من الكوابيس قبل النوم، من خلال دليل عملي مبني على السنّة النبوية ويجمع بين الوقاية والعلاج.

ماذا تفعل إذا رأيت حلمًا مزعجًا؟
ماذا تفعل اذا رايت حلما مزعجا

محتويات المقال (اختر للانتقال)
  1. مقدمة
  2. ما الذي يجب فعله فور الاستيقاظ من حلم مزعج؟
  3. كيف تقي نفسك من الأحلام المزعجة قبل النوم؟
  4. خطوات عملية وفق نموذج تطبيقي
  5. الخلاصة

رؤية الأحلام المزعجة قد تُسبب القلق والانزعاج، لكن في الإسلام، بيّن النبي ﷺ منهجًا واضحًا للتعامل معها؛ لحماية النفس من أثرها السلبي، والاتصال بالله عز وجل في لحظة الضعف والخوف. وفي هذا المقال نُقدّم لك خطوات عملية مستوحاة من السنّة النبوية للتصرف الصحيح عند رؤية حلم سيئ، بالإضافة إلى وسائل وقائية تمنع تكراره.

عند رؤية حلم يُسبب الخوف أو الضيق، يُستحب القيام بعدّة أمور مباشرة، وهي:

1. البصق الخفيف على الجهة اليسرى ثلاث مرات

عن النبي ﷺ:

«إذا حلم أحدكم حلماً يخافه فلينفث عن يساره ثلاثاً...»
رواه مسلم.

والمقصود بـ"النَّفث" هو البصق الخفيف بلا ريق، كأن يُخرج الهواء من فمه مصحوبًا بصوت خفيف على الجهة اليسرى.

2. الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم

يُقال ثلاث مرات:

«أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»

أو يُقال:

«أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون»

فالاستعاذة تُحصّن القلب وتُبعد أثر الحلم السيئ، وتعيد الطمأنينة للنفس.

3. تغيير وضعية النوم

إذا كنت نائمًا على جنب معين، فغيّر اتجاه نومك إلى الجانب الآخر.
وقد ورد في الحديث أن هذا من سنن النبي ﷺ عند رؤية ما يكره، لما فيه من "فصل شعوري" بين النفس والحلم.

4. عدم الحديث عن الحلم مع أحد

قال ﷺ:

«ولا يُحدّث بها أحدًا»
رواه البخاري.

وذلك لأن الحديث عن الحلم يُرسّخ أثره النفسي، وقد يُفسّر خطأ. ويُستثنى من ذلك سؤال عالم موثوق أو ناصح حكيم إن كان الحلم فيه ما يدعو للحيرة أو القلق، ولكن تبقى السُّنّة في الكتمان.

5. القيام للصلاة إذا استيقظت تمامًا

يُستحب الوضوء وأداء ركعتين من النوافل، كما جاء في الحديث:

«فليقم فليصلِّ»
رواه البخاري ومسلم.

فالصلاة تُعد ملجأً روحيًا يُفرّغ القلق، وتربط العبد بالله، وتُذهب أثر الشيطان.

هناك وسائل شرعية من السنّة يُستحب القيام بها قبل النوم لتجنّب الكوابيس والأحلام السيئة:

1. قراءة آية الكرسي

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال له الشيطان:

«إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فلن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح»
رواه البخاري.

2. قراءة المعوذات (الإخلاص، الفلق، الناس)

عن عائشة رضي الله عنها:

«كان رسول الله ﷺ إذا أوى إلى فراشه نفث في كفّيه بـ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده»
رواه البخاري.

ويُستحب تكرار ذلك ثلاثًا قبل النوم.

3. الوضوء قبل النوم

عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال النبي ﷺ:

«إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة»
رواه البخاري.

والوضوء يطهّر الجسد والروح، ويُعزز الحماية من الشيطان أثناء النوم.

4. دعاء النوم المشروع

من أدعية النوم الثابتة:

«اللهم باسمك أموت وأحيا»
رواه البخاري.

وقد ورد غيره من الأدعية التي تبعث على الأمان النفسي والسكينة.

 

المرحلة

الإجراء

الهدف

عند الاستيقاظ مباشرة

النفث، الاستعاذة، تغيير الوضعية

تخفيف الأثر النفسي وقطع وسوسة الشيطان

إن لم يَعد للنوم

الصلاة وقراءة الأذكار

الاستعانة بالله واستعادة الشعور بالأمان

قبل النوم

آية الكرسي، المعوذات، الوضوء، دعاء النوم

حماية مسبقة من الشياطين والأحلام المزعجة

1.   خطوات بسيطة، لكنها فعالة: البصق، الاستعاذة، تغيير الوضعية، كتمان الحلم، ثم الصلاة إن استيقظت — هذا بروتوكول نبوي شامل.

2.   توازن بين الوقاية والعلاج: يبدأ بالإجراءات السريعة بعد الاستيقاظ، ويستكمل بالتحصينات قبل النوم.

3.   السُّنّة كمنهج للطمأنينة: لا يحتاج الأمر إلى قلق زائد، بل إلى تطبيق ما أرشد إليه النبي ﷺ.